يتزايد اهتمام المستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي بشراء العقارات في المملكة المتحدة (المملكة المتحدة).
تشمل دول مجلس التعاون الخليجي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين وعمان.
لطالما كانت هذه الدول مهتمة بالعقارات الدولية، وقد جعلت التغييرات الأخيرة من المملكة المتحدة سوقاً جذابة بشكل خاص.
وتشمل التغييرات الأخيرة في قوانين التأشيرات لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي والظروف الاقتصادية المواتية للاستثمار العقاري.
هيئة المنطقة الاقتصادية البريطانية والاهتمام الاستثماري في دول مجلس التعاون الخليجي
أظهر استطلاع أجرته شركة “سيليكت بروبرتي”، وهي شركة تطوير عقاري مقرها المملكة المتحدة، أن 87% من المستثمرين الخليجيين يخططون للاستثمار في العقارات في المملكة المتحدة في عام 2024.
قال آدم برايس، الرئيس التنفيذي لشركة “سيليكت بروبرتي”، إن المستثمرين الخليجيين المهتمين بالعقارات في المملكة المتحدة “يريدون جني الأموال من تأجير العقارات”.
وأضاف أنهم يريدون أيضًا “الاستفادة من الفرص الاقتصادية في المملكة المتحدة”.
أدى خفض الحكومة البريطانية لسعر الفائدة إلى جعل الرهون العقارية في متناول الجميع، وهو ما يمثل عامل جذب كبير للمستثمرين الأجانب.
بالإضافة إلى ذلك، سهّل تصريح السفر الإلكتروني الجديد في المملكة المتحدة (ETA) على مواطني دول مجلس التعاون الخليجي زيارة المملكة المتحدة بانتظام.
افتتحت هيئة الأوراق المالية البريطانية ETA للقطريين في نوفمبر 2023 وبقية دول مجلس التعاون الخليجي في فبراير 2024.
كان يتعين على مواطني دول مجلس التعاون الخليجي في السابق الحصول على إعفاء إلكتروني من تأشيرة الدخول لمرة واحدة (EVW) في كل مرة يزورون فيها المملكة المتحدة لرحلات قصيرة.
من ناحية أخرى، يسمح قانون إيتا البريطاني بزيارات قصيرة متعددة إلى المملكة المتحدة على مدار عامين.
كما أن تصريح السفر الرقمي الجديد أرخص بكثير حيث يبلغ سعره 10 جنيهات إسترلينية لكل طلب، في حين أن تصريح السفر الإلكتروني الجديد يكلف 30 جنيهًا إسترلينيًا لكل طلب.
وقد أدى هذا التغيير إلى تسهيل السفر وتبسيط قرار شراء العقارات وإدارة الاستثمارات في المملكة المتحدة.
سبب اهتمام المستثمرين الخليجيين بالمملكة المتحدة
يوضح آدم برايس أن الاهتمام المتزايد من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي يرجع إلى عدة عوامل رئيسية.
اقتصاد المملكة المتحدة القوي
تُعد مدن لندن وبرمنجهام ومانشستر في المملكة المتحدة مراكز اقتصادية وتقدم عوائد جيدة على الاستثمارات العقارية.
على سبيل المثال، من المتوقع أن ينمو اقتصاد ويست ميدلاندز، الذي يشمل برمنجهام، بمقدار 46 مليار درهم إماراتي (12.5 مليار دولار أمريكي) على مدى السنوات الخمس المقبلة.
من المرجح أن تزيد المشروعات الكبرى مثل مشروع القطار فائق السرعة HS2 من قيمة العقارات.
أكد برايس على إمكانات برمنجهام: “يعمل مشروع HS2 على تحسين اتصال المدينة وتعزيز قيمة العقارات فيها.”
كما تعمل المدينة أيضًا على “جعل المدارس الجيدة وفرص العمل والإسكان الميسور التكلفة في متناول أصحاب المنازل والمستثمرين.”
دخل إيجار جيد
تقدم المملكة المتحدة بعضاً من أفضل عوائد الإيجار في أوروبا، حيث تُظهر مدن مثل برمنجهام عوائد تتراوح بين 6.6% و8%.
وهذا أمر جذاب للغاية للمستثمرين الخليجيين، الذين غالباً ما يسعون إلى تحقيق نمو استثماري مستقر وطويل الأجل.
يضمن ارتفاع الطلب على تأجير العقارات في هذه المدن دخلاً ثابتاً للمستثمرين.
فرص التعليم
المملكة المتحدة هي موطن لبعض من أفضل الجامعات في العالم، وهو ما يمثل عامل جذب كبير للعائلات الخليجية.
أكثر من 8,000 طالب من الإمارات العربية المتحدة يدرسون حالياً في المملكة المتحدة – وهو رقم تضاعف تقريباً في السنوات الخمس الماضية.
يشتري العديد من المستثمرين عقارات في المملكة المتحدة لدعم تعليم أبنائهم.
لاحظت شركة Select Property أيضاً زيادة في اهتمام المستثمرين السعوديين الراغبين في شراء عقارات في برمنجهام.
تضيف سمعة برمنجهام كأكبر مركز للتعليم العالي في المملكة المتحدة وكأفضل مدينة لسكن الطلاب إلى جاذبيتها.
عقارات فاخرة
يقدّر المستثمرون في دول مجلس التعاون الخليجي قيمة العقارات الفاخرة، لا سيما المساكن ذات العلامات التجارية التي توفر معيشة عالية الجودة والرفاهية.
تتمتع هذه العقارات بوسائل راحة من الدرجة الأولى وتقع في مناطق رئيسية، مما يجعلها خياراً شائعاً للمستثمرين.
وأوضح برايس قائلاً: “كانت المساكن ذات العلامات التجارية محط اهتمام المستثمرين في المملكة العربية السعودية [Kingdom of Saudi Arabia] لأنها توفر لهم مكانة مرموقة وعوائد موثوقة”.
أظهرت الدراسة أن 69% من الأسر السعودية ترغب في التملك والاستثمار في العقارات الفاخرة في المملكة المتحدة.
ما التالي بالنسبة للمستثمرين الخليجيين في المملكة المتحدة
من المتوقع أن ينمو الاستثمار الخليجي في المملكة المتحدة. ويتوقع الخبراء أن يتم استثمار 11.7 مليار درهم إماراتي (3.2 مليار دولار أمريكي) في العقارات في المملكة المتحدة في عام 2024.
يؤدي انخفاض أسعار الفائدة، والتوقعات الاقتصادية القوية، وقواعد السفر الأكثر سهولة إلى خلق بيئة مثالية للمستثمرين.
إنه خيار مثالي للمستثمرين الذين يبحثون عن عوائد مستقرة ونمو طويل الأجل.
وقال برايس: “المستثمرون الذين يدخلون السوق الآن، بينما أسعار الفائدة منخفضة والتطورات الجديدة تحدث، سيكونون في وضع جيد لتحقيق أقصى استفادة من السوق”.
ساعد برنامج ETA البريطاني المستثمرين الخليجيين على زيادة اهتمامهم بدخول سوق العقارات في المملكة المتحدة.