قدمت المفوضية الأوروبية اقتراحًا يمكن أن يغير طريقة سفر الأشخاص من منطقة شنغن وإليها.
تهدف هذه المبادرة، التي تم تقديمها في أكتوبر 2024، إلى رقمنة جوازات السفر وبطاقات الهوية وتخزينها وتقديمها إلكترونياً.
صُممت هذه المبادرة لجعل عبور الحدود أسرع وأكثر أمانًا لكل من مواطني الاتحاد الأوروبي (EU) وغير مواطني الاتحاد الأوروبي.
بيانات اعتماد السفر الرقمية للاتحاد الأوروبي والتطبيق الخاص به
يتمثل الهدف الأساسي للمقترح في إنشاء نسخة إلكترونية من جوازات السفر الرقمية وبطاقات الهوية ووثائق السفر الأخرى، والمعروفة باسم وثائق اعتماد السفر الرقمية (DTCs).
ستحتوي أوراق الاعتماد هذه على نفس المعلومات التي تحتويها الرقائق المدمجة حالياً في جوازات السفر وبطاقات الهوية.
ويشمل ذلك المعلومات الشخصية للمسافرين ومعلومات جواز السفر وصور الوجه، ولكن ليس بصمات الأصابع.
الفرق الرئيسي؟ يتم تخزين بيانات الاعتماد الرقمية للسفر على تطبيقات الهاتف المحمول، مما يسهّل على المسافرين عملية تقديم المستندات مسبقاً.
قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارجريتيس شيناس لـ EU Business إن عمليات الفحص الشخصية غير مستدامة الآن بسبب ارتفاع حجم المسافرين.
وأضافت: “من خلال السماح للمسافرين بتقديم وثائقهم رقميًا مسبقًا، سيتمكن حرس الحدود من التحقق من هوياتهم قبل الوصول، مما يسهل العملية على جميع المسافرين”.
كما سيتيح تطبيق السفر الرقمي للاتحاد الأوروبي للمسافرين إنشاء وتخزين جوازات سفرهم الرقمية وبطاقات هويتهم وغيرها من بيانات اعتماد السفر وتقديم خطط السفر.
كما سيسمح للمسافرين بإرسال بيانات اعتماد السفر الرقمية الخاصة بهم إلكترونياً لتسريع عملية التخليص المسبق على الحدود.
سيكون استخدام تطبيق الاتحاد الأوروبي الرقمي للسفر مجاناً وسيكون اختيارياً فقط.
وهذا يعني أنه يمكن للمسافرين الاختيار بين استخدام بيانات اعتماد السفر الرقمية الجديدة والتطبيق أو الالتزام بالوثائق التقليدية.
كيف تساعد أوراق اعتماد السفر الرقمية
من المتوقع أن يقلل نظام السفر الرقمي المقترح من الاتحاد الأوروبي في المقام الأول من أوقات الانتظار على الحدود.
في الوقت الحالي، يجب على كل شخص يدخل منطقة شنغن أن يخضع لفحوصات شخصية، مما قد يؤدي إلى تأخيرات طويلة.
إن السماح للمسافرين بتقديم أوراق اعتمادهم الرقمية مسبقاً يساعد ضباط الحدود على التحقق من الوثائق بشكل أسرع، مما يسهل العملية على الجميع.
بالنسبة لسلطات الحدود، يعمل نظام السفر الرقمي المقترح على زيادة الأمن من خلال الحد من تزوير الهوية.
ذكرت المفوضية الأوروبية أن جوازات السفر الرقمية، وبطاقات الهوية، ووثائق اعتماد السفر الأخرى سيكون من الصعب تزويرها أكثر من الوثائق الورقية.
سيسهل على السلطات التركيز على التهديدات الأمنية الأكثر أهمية، مثل الاتجار بالبشر أو الجريمة العابرة للحدود.
يمكن أن تسمح الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمواطنيها باستخدام نظام السفر الرقمي لأشكال أخرى من التسجيل وتحديد الهوية.
جوازات السفر الرقمية والأنظمة الحدودية الجديدة للاتحاد الأوروبي
تعد مبادرة جواز السفر الرقمي جزءًا من عملية تحديث أوسع نطاقًا لأنظمة الحدود في الاتحاد الأوروبي.
سيعمل مع نظامين آليين مقبلين للحدود في الاتحاد الأوروبي: نظام الدخول/الخروج (EES) والنظام الأوروبي لمعلومات السفر والتصاريح(ETIAS).
يستخدم نظام EES بصمة الإصبع ومسح الوجه لتسجيل دخول وخروج المواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي والمقيمين.
سيحل هذا النظام محل الختم اليدوي لجوازات السفر، مما يساعد في الكشف عن حالات تجاوز الحدود ومراقبة المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي الذين يعبرون حدود الاتحاد الأوروبي.
من ناحية أخرى، فإن نظام تصاريح السفر الإلكترونية (ETIAS) هو تصريح مسبق للسفر مطلوب من المواطنين الذين لا يحملون تأشيرة دخول، على غرار نظام تصاريح السفر الإلكترونية (ETA) في المملكة المتحدة (المملكة المتحدة).
يجب أن يتقدم المسافرون بطلب للحصول على تأشيرة ETIAS قبل رحلتهم. يسمح ذلك للاتحاد الأوروبي بفحص المسافرين بدون تأشيرة وفحصهم مسبقًا لتحديد التهديدات الأمنية أو الصحية المحتملة قبل وصولهم.
سيؤدي نظام فحص الحدود الجديد، الذي سيتم إطلاقه في عام 2025، إلى تسريع العملية وتعزيز أمن الحدود والحد من الهجرة غير الشرعية.
سيعملان بشكل وثيق مع نظام السفر الرقمي المقترح، والذي سيتيح للمسافرين الحصول على تطبيقات نظام تقييم الأثر الاقتصادي ونظام تقييم الأثر الاقتصادي في مكان واحد.
سيجعل هذا التكامل عملية الحدود أكثر انسيابية وفعالية.
مخاوف أمن وخصوصية جوازات السفر الرقمية
في حين أن فوائد بيانات اعتماد السفر الرقمية واضحة، فقد أثار الكثيرون مخاوف بشأن الخصوصية وأمن البيانات.
تحتوي جوازات السفر الرقمية هذه على معلومات شخصية حساسة، لذا يجب حماية النظام من الاختراق وسوء الاستخدام.
سيطلب التطبيق من المسافرين إعطاء موافقة صريحة قبل معالجة بياناتهم.
سيحتفظ المسافرون بالتحكم في كيفية استخدام معلوماتهم ومشاركتها.
وقالت المفوضية في بيانها الرسمي: “إن حماية البيانات وأمنها هما في صميم هذا الاقتراح الجديد”.
كما ذكرت أنه سيتم تشفير جميع البيانات الشخصية، ولن يتمكن سوى الموظفين المصرح لهم فقط من الوصول إليها.
يجب أن يكون ضباط الحدود الذين يصلون إلى هذه المعلومات مدربين تدريباً خاصاً على حماية البيانات.
وهذا يضمن التعامل مع المعلومات الشخصية بشكل آمن ومسؤول.
علاوة على ذلك، لن يقوم التطبيق بتخزين بصمات الأصابع، والتي تعتبر أكثر حساسية من صور الوجه.
وهذا يحد من كمية البيانات الشخصية للمسافرين التي من المحتمل أن تكون في خطر.
من خلال التركيز على التشفير وبروتوكولات الوصول الصارمة، يأمل الاتحاد الأوروبي في تقليل أي انتهاكات أمنية محتملة.
الجدول الزمني والخطوات التالية
يجب أن يوافق كل من البرلمان الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي أولاً على اقتراح المفوضية.
بمجرد الموافقة عليه، سيبدأ تطوير نظام السفر الرقمي، بهدف تشغيله بالكامل بحلول عام 2030.
سيسمح ذلك بالتكامل مع محفظة الهوية الرقمية للاتحاد الأوروبي، مما يوفر طريقة آمنة للأوروبيين للتحقق من هويتهم للخدمات الرقمية.
كما تشجع المفوضية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على اعتماد بطاقات الهوية الرقمية للاستخدام المحلي.
يمكن أن يكون ذلك مفيداً بشكل خاص لفتح حسابات بنكية أو الوصول إلى الخدمات الحكومية.
يمكن أن يؤدي الاستخدام الأوسع للهويات الرقمية إلى زيادة تقليل الأعباء الإدارية على المواطنين والحكومات على حد سواء.
إذا سارت الأمور على ما يرام، يمكن أن يستخدم المسافرون جوازات السفر الرقمية بحلول نهاية العقد، مما يبشر بعصر جديد من السفر الفعال والآمن في أوروبا.
قال المفوض يوهانسون: “نحن نبني مستقبلًا يكون فيه السفر أبسط وأسرع وأكثر أمانًا للجميع.” السفر الآمن في أوروبا.
قال المفوض يوهانسون: “نحن نبني مستقبلاً يكون فيه السفر أبسط وأسرع وأكثر أماناً للجميع.”